ما تعلّمهُ المصرفي اللبناني مروان خير الدَين من ريتشارد برانسون
ساهم مروان خير الدين بقدر لا يستهان به من الازدهار والثراء في لبنان. ففي عام 2001، افتتح فيرجن ميجاستور في لبنان حيث أخذ ببعض النصائح التي تلقّاها من زميله الملياردير السير ريتشارد برانسون، والتي كانت لا تقدر بثمن.
قال مروان خير الدين: "لقد رأيت كيف يدير ريتشارد عمله. إنه يدير أعمال تُقدّر بمليارات الدولارات ، لكنه يعرف يومياً كل ما يدور في كل شركة من شركاته بسبب هيكلها المسطّح". ويتابع قائلاً: "لذلك عندما التقيت به لأول مرة في مكتبه، كنت مندهشًا جدًا لكونه في مكتب كبير بلا نوافذ ولا جدران – أي كان مفتوحًا بالكامل."
وجد خير الدين أنه من المثير للاهتمام قدرة أي شخص الاقتراب منه والتحدث معه.
قال مروان خير الدين: "كان مساعده يجلس بجانبه، ولم يكن بينهما حواجز أو أي إجراءات روتينية حتى". وهذا ما اتّبعته بالضبط. ولكن لسوء الحظ، عندما تأتي إلى مكتبي اليوم، لن ترى سوى جدران تفصل بيننا لأن هذا هو الحال في البنوك. ومع ذلك، عندما لا يتواجد أي أحد في مكتبي، أبقي بابي مفتوحًا. بحيث يُمكن لأي شخص الدخول من أصغر محلل إلى أعلى مدير تنفيذي. وعملًا بسياسة الباب المفتوح: يمكن لأي أحد الدخول."
لقاء مروان خير الدين مع ريتشارد برانسون قد غيّر حياته
عندما التقى مروان خير الدين برانسون في مكاتبه في لندن عام2000 ، أكّد لرجل الأعمال البريطاني أن الإطلاق يجب أن يُبث على نطاق واسع.
نصح مروان خير الدين السيد ريتشارد، حيث قال: "ريتشارد، إذا كنت تريد إطلاق فيرجن في الشرق الأوسط، فلا يمكن أن يتم ذلك بهدوء وتحفظ. بل لا بد من افتتاح المتجر بشكل احترافي للغاية وأن يكون له تأثير كبير."
في عام 2001، اُفتتح فيرجن ميجاستور في لبنان، وسرعان ما أصبح مركزًا ثقافيًا في قلب بيروت. حضر برانسون الافتتاح على أريكة سوداء تم تحميلها على رافعة لجرافة حمراء تحمل شعار فيرجن الشهير. تبع ذلك عرض مُتقن للألعاب النارية. حيث آنذاك وصف رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري المتجر بأنه شهادة على إحياء بيروت، بحسب موقع البوابة الإلكترونية.
وبعد ذلك، تم افتتاح متجر فيرجن ميجاستور في المملكة العربية السعودية في عام 2008. قال مروان خير الدين: "مرة أخرى، ذهب ريتشارد إلى هناك، وأطلقنا فيرجن في الشرق الأوسط، إلا أننا لم نتوقف عند فيرجن ميجاستورز فحسب." بل أصبح لـ فيرجن ميجاستور محطة إذاعية، واُفتتحت إذاعة فيرجن في لبنان.
ووفقاً لما قاله مروان خير الدين، فإنه في نهاية المطاف خلقت فيرجن الكثير من فرص العمل الجديدة في لبنان. وفي أوج الأزمة، كنا نوظّف حوالي 400 شخص. وأضاف: "نحن نوظف عددًا أقل من الأشخاص حاليًا لأن القطاع تغير. لذا، في ذلك الوقت، كانت فيرجن هي المكان المناسب لشراء أي شيء له علاقة بالترفيه: الأقراص المضغوطة، أقراص DVD، الوسائط المتعددة، برامج الحاسوب، المجلات والكتب - سمها كما شئت. حتى أنه كان لدينا مقاهي ومطاعم مفتوحة ".
أدى تراجع القرص المضغوط إلى تغيير طريقة بيع الموسيقى
بمرور الوقت، تحوّلت الصناعة بأكملها حيث أصبحت الموسيقى رقمية. فجأة، لم يكن هناك طلب على الأقراص المضغوطة، وهكذا انطلق عصر MP3.
لم يعد الناس يشترون الموسيقى، بل أصبحوا يستمعون للموسيقى عبر الإنترنت. قال مروان خير الدين "لم يعودوا يشترون أقراص مضغوطة. لذا فقد تغير نموذج العمل بأكمله. وبينما كان يتغير، كنا نخسر، ويرجع ذلك في الغالب إلى غياب دعم الحكومة اللبنانية لأعمالنا. ولم نتمكن أساسًا من التحكم في السوق السوداء حيث يتم بيع نسخ غير قانونية من الأقراص المضغوطة وأقراص DVD وبرامج الحاسوب وغيرها".
سرعان ما وجد مروان خير الدين نفسه يتنافس مع الأشباح في قطاع آخذ في الانكماش. كان أصحاب المتاجر الصغيرة يشترون أجهزة أيفون وسوني بلاي ستيشن في دبي ولا يدفعون الرسوم الجمركية على المنتجات. غير أن مروان خير الدين قرر الاحتفاظ بمتجر فيرجن ميجاستور في لبنان على الرغم من أن المتجر أصبح أقل قدرة على المنافسة.
قال مروان خير الدين: "في سنوات معينة، سأخسر بعض المال، ولكني سأعوض هذه الخسارة في سنوات أخرى. بشكل عام، تفاوتت مستويات الربح، لكنني قررت الاحتفاظ بالمتجر لأنه وضع لبنان على الخريطة العالمية، وفي كل مرة نظمنا فيها حدثًا في فيرجن، كان قناة سي إن إن (CNN) تغطي الحدث، وكذلك يورونيوز، وبالتالي كان ذلك يعكس صورة جيدة عن لبنان."
كان مروان خير الدين أيضًا فخوراً بجميع الحفلات التي استضافها فيرجن ميجاستور في لبنان.
قال مروان خير الدين: "من بافاروتي إلى إير سابلاي إلى براين آدمز، نظمنا مئات الحفلات الموسيقي". وكل واحد منهم جعل اسم لبنان يسطع بخبر جميل في وسائل الإعلام الدولية."
تفوّق متزايد...
أصبح اسم مروان خير الدين الآن مرادفًا لمتجر فيرجن ميجاستور في لبنان، وهو إنجاز لا يزال يفتخر به حتى بعد مرور 20 عامًا. على الرغم من إغلاق الموقع الرئيسي لشركة فيرجن ميجاستور في دار الأوبرا اللبنانية في عام2018 ، لا تزال العلامة التجارية قوية في مراكز التسوق في جميع أنحاء لبنان.
"في لبنان، عندما تقول فيرجن، حينها يعلم الجميع أن ذلك يشير اليّ "أنا"، إنها مجموعتي. وقال مروان خير الدين، رئيس مجلس إدارة بنك الموارد: "ناهيك عن أن السمعة الحسنة لشركة فيرجن ساعدت البنك على الازهار. لذلك كانت منفعتي غير مباشرة، إذا جاز التعبير، لكنها مع ذلك، لا تزال موجودة حتى اليوم. في كل مركز تسوق في لبنان، يوجد فيرجن ميجاستور. لدينا متجر فيرجن ميجاستور في المنطقة الحرّة في مطار بيروت، ولا يزال هناك. "
وبحسب مروان خير الدين، أصبح متجر فيرجن ميجاستور الآن مكانًا بارزًا لشراء الكتب. يبيع أيضًا ألعاب الطاولة وألعاب الفيديو والكاميرات ومنتجات آبل والأجهزة الذكية.
الآن باتت الكتب شائعة للغاية. قال مروان خير الدين: "نحن نبيع كل ما يتعلق بالوسائط المتعددة والإلكترونيات. ونحن لا نبيع أي نوع كان من موسيقى وإنما نبيع الموسيقى التي تبعث الحنين إلى الماضي. لذلك نحن نبيع أقراص الفينيل الآن لأن هناك ميلاً نحوها. يريد الناس شراء الفينيل القديم بـ33 ليرة لبنانية. لذلك هذا هو ما نعمل عليه الآن ".
بالإضافة إلى إتتاحة الوظائف في المنطقة، ساهم متجر فيرجن ميجاستور في دعم الأشخاص الأقل حظًا أيضاً، حيث وزّع أكثر من ألف هدية للأيتام وأطفال العائلات الفقيرة في جميع أنحاء لبنان. العطاء هو سياسة متبّعة لدى مروان خير الدين والذي لا يزال شغوفاً بتقديمها لوطنه.
قال مروان خير الدين:"لا يمكنك تخيَل شعور الرضا الذي ينتابك إزاء تأثيرك الإيجابي على شخص ما وجعل حياته أفضل قليلاً مما كانت عليه لو لم تُأثر به ".
