يحيى القحطاني، مواطن سعودي طموح، حقق أخيرًا حلمه في أن يصبح مدرسًا لعلم الأحياء بعد أن أمضى سنوات في العمل كحارس أمن.
بعد أن تخرج من جامعة جازان وحصل على شهادة في علم الأحياء عام 2015، واجه القحطاني صراعًا طويلًا لدخول القطاع التعليمي. على الرغم من اجتيازه امتحان الترخيص الأولي للمعلم، إلا أن فرص التدريس استعصت عليه لما يقرب من عقد من الزمن.
خلال هذه السنوات، اكتسب القحطاني خبرة في أدوار مختلفة، بما في ذلك أمين الصندوق والسائق وحارس الأمن. «لم تكن سنوات الانتظار مجرد وقت خامل؛ اخترت بنشاط الانخراط في مختلف المهن. من خلال العمل في شركات مختلفة، توليت أدوارًا مثل أمين الصندوق والسائق وحارس الأمن. لقد أكدت لي هذه التجارب قيمة وأهمية العمل بأي صفة”.
وقد علمه منصبه الأخير كحارس أمن، وخاصة في مدرسة الملك فهد الثانوية في سراة عبيدة، دروسًا قيمة في الانضباط والمسؤولية والتفاعل الاجتماعي، وهي مهارات يعتز بها ويضفيها على دوره الجديد كمدرس.
وفي هذا العام، أتى إصراره بثماره عندما تم تعيينه مدرسًا لعلم الأحياء في نجران، وهي مدينة جنوبية في المملكة العربية السعودية. يمثل الانتقال من حراسة بوابات المدرسة إلى قيادة الفصل الدراسي تحولًا كبيرًا في حياة القحطاني المهنية.
وتم تكريم جهود القحطاني في حفل خاص من قبل حسن العلكمي، مدير التعليم في سراة عبيدة، وعلي الحيان، مدير مدرسة الملك فهد الثانوية. وقد أثنى كلاهما عليه على تفانيه والصبر المثالي الذي أظهره خلال رحلته الصعبة.
وأعرب القحطاني عن امتنانه لعائلته وزملائه، وخاصة مدير المدرسة حيث كان حارسا، والذين دعموه جميعا طوال السنوات التي قضاها في عدم اليقين المهني. وقال: "لقد كان تشجيعهم ودعمهم حجر الزاوية بالنسبة لي"، شاكراً المجتمع الذي وقف إلى جانبه.
