يزيد الشمري يعفو عن قاتل والده
ينحدر يزيد الشمري من منطقة حائل شمال غربي المملكة العربية السعودية، وكان يبلغ من العمر عامًا وثلاثة أشهر فقط عند مقتل والده.
وبعد أن بلغ سن الرشد القانوني، قرر يزيد العفو عن القاتل. وقال لقناة العربية: "نحن نطلب الأجر من الله، والأجر لي ولأمي وجدي وجدتي ووالدنا المتوفى". وأضاف: "العفو أمر عظيم، وأشعر بالفخر به".
دور الجد ومشاورة الورثة
تولى جد يزيد، خشان الشمري، تربية حفيده بعد وفاة والده، وشارك في اتخاذ القرار. وأوضح أنه بعد بلوغ يزيد السن القانونية، تواصلت الجهات المعنية مع الأسرة لاتخاذ قرارهم بشأن القصاص.
قال الشمري: "طلبنا وقتًا لمشاورة الورثة، وبعد النقاش قرروا التنازل عن القصاص. ذهبنا جميعًا إلى المحكمة، وتم توثيق التنازل رسميًا".
العفو في الإسلام وأجره العظيم
يعد العفو من القيم العليا التي يحث عليها الإسلام، فقد دعا القرآن الكريم إلى العفو والصفح، وأكد النبي محمد ﷺ أن العفو يرفع مكانة المسلم ويزيد أجره عند الله.
وقد شهدت المملكة في السنوات الأخيرة العديد من الحالات المماثلة، مثل حالة العفو عن قاتل تأثرًا بصورة لبناته الصغيرات، حيث عفت الأسرة عن القاتل دون شروط طلبًا للأجر من الله.
اتجاه متزايد نحو الرحمة في قضايا القصاص
تشهد المحاكم السعودية تزايدًا في حالات العفو عن القتلة، وهو ما يعكس قوة الإيمان وقيم التسامح التي تعززها تعاليم الإسلام. وتُعد هذه المواقف نماذج ملهمة للمجتمع في مواجهة الألم بالغفران بدلاً من الانتقام.
خاتمة
قصة يزيد الشمري وعفوه عن قاتل والده بعد 18 عامًا من الانتظار تمثل درسًا عظيمًا في التسامح. وفي عالم تسوده النزاعات، تبرز مثل هذه المواقف لتُظهر أن الرحمة لا تزال قادرة على إحداث التغيير.
