في خطوة دبلوماسية بارزة، زار وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث المعني بالمناخ، عادل الجبير، الهند وباكستان في 8 و9 مايو 2025. تهدف هذه المبادرة إلى تهدئة التصعيد العسكري بين الجارتين النوويتين، وتؤكد التزام المملكة بالاستقرار الإقليمي من خلال الحوار والانخراط الدبلوماسي.
الخلفية: التصعيد بعد هجوم باهالغام
تصاعدت التوترات بين الهند وباكستان بشكل حاد بعد هجوم إرهابي في 22 أبريل 2025 في منطقة باهالغام بكشمير الخاضعة للإدارة الهندية، والذي أسفر عن مقتل 26 مدنيًا. واتهمت الهند جماعات مسلحة مقرها باكستان بالوقوف وراء الهجوم، مما أدى إلى سلسلة من الإجراءات الانتقامية.
عملية سندور: الرد العسكري الهندي
في 7 مايو، أطلقت الهند "عملية سندور" التي استهدفت ما زُعم أنها بنية تحتية إرهابية في كشمير الخاضعة لباكستان ومقاطعة البنجاب. وشملت العملية غارات جوية دقيقة باستخدام مقاتلات رافال مزودة بصواريخ SCALP وقنابل AASM Hammer. وذكرت الهند أن الضربات ركزت على معسكرات إرهابية وتجنبت المنشآت العسكرية الباكستانية.
رد باكستان: عملية بنيان المرصوص
رداً على ذلك، أطلقت باكستان "عملية بنيان المرصوص" في 10 مايو، حيث شنت ضربات صاروخية قصيرة المدى داخل الأراضي الهندية. واستهدفت الضربات مواقع عسكرية هندية، بما في ذلك مخازن صواريخ براهموس ومطارات في البنجاب وجامو وكشمير. وأبلغ الطرفان عن وقوع خسائر بشرية ومدنية، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
جهود الوساطة السعودية
إدراكًا لخطورة الموقف، أرسلت المملكة الوزير عادل الجبير للقاء المسؤولين في الهند وباكستان. وهدفت الزيارة إلى حث الطرفين على ضبط النفس واعتماد الحلول الدبلوماسية لتجنب التصعيد.
خلال زيارته، شدد الجبير على أهمية الحوار والتسوية السلمية، بما يتماشى مع سياسة المملكة الأوسع لتعزيز الاستقرار. وتتمتع السعودية بمكانة فريدة باعتبارها تحتفظ بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية قوية مع كل من الهند وباكستان، مما يمنحها مصداقية كوسيط في مثل هذه الأزمات.
ردود الفعل الدولية ودور دول الخليج
أعرب المجتمع الدولي عن قلقه الشديد من التصعيد المتزايد. وبينما كانت القوى التقليدية مثل الولايات المتحدة أقل نشاطًا في الوساطة، لعبت دول الخليج، لا سيما السعودية، دورًا استباقيًا. ويعكس هذا الدور تحولًا في الديناميكيات الدبلوماسية، حيث أصبحت القوى الإقليمية أكثر تدخلًا في إدارة النزاعات المحلية.
تُعد جهود الوساطة السعودية جزءًا من استراتيجية أوسع للحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وهو أمر بالغ الأهمية لمصالحها الاقتصادية ومكانتها الجيوسياسية. وتؤكد مشاركة المملكة في النزاع الهندي الباكستاني التزامها بالسلام وقدرتها على التأثير في نتائج الأزمات في جنوب آسيا.
الخاتمة
تُعد زيارة الوزير عادل الجبير للهند وباكستان تدخلًا دبلوماسيًا مهمًا من قبل المملكة العربية السعودية لتهدئة واحدة من أخطر بؤر التوتر في جنوب آسيا. ومع مواجهة البلدين لتداعيات المواجهات العسكرية، تقدم دعوة المملكة للحوار وضبط النفس طريقًا نحو السلام، وتبرز الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه القوى الإقليمية في حل النزاعات.
